مفهوم البيئة والتلوث و الحلول المقترحة لمحاربة التلوث
ما هي البيئة والتلوث ؟
-
البيئة بمعناها اللغوي الواسع تعني الموضع الذي يرجع إليه الإنسان، فيتخذ فيه
منزله وعيشه ،ولعل ارتباط البيئة بمعنى المنزل أو الدار دلالته الواضحة، ولاشك أن
مثل هذه الدلالة تعني في أحد جوانبها تعلق قلب المخلوق بالدار وسكنه إليها، ومن
هذا المنطلق يتم التأكيد على وجوب أن تنال البيئة بمفهومها الشامل غاية الفرد
واهتمامه تماماً كما ينال بيته ومنزله غايته وحرصه واهتمامه.
-
والتعريف البسيط للتلوث الذي يرقي إلى ذهن أي فرد منا: *كون الشيء غير نظيفاً*
والذي ينجم عنه بعد ذلك أضرار ومشاكل صحية للإنسان بل وللكائنات الحية، والعالم
بأكمله ولكن إذا نظرنا لمفهوم التلوث بشكل أكثر علمية ودقة : هو إحداث تغير في
البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الإنسان وأنشطته اليومية مما يؤدي إلي ظهور
بعض الموارد التي لا تتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي ويؤدي إلي
اختلاله . والإنسان هو الذي يتحكم بشكل أساسي في جعل هذه الملوثات إما مورداًً
نافعاًً أو تحويلها إلي موارد ضارة ولنضرب مثلاً لذلك : نجد أن الفضلات البيولوجية
للحيوانات تشكل مورداًً نافعاًً إذا تم استخدامها مخصبات للتربة الزراعية، إما إذا
تم التخلص منها في المياه ستؤدي إلي انتشار الأمراض والأوبئة .
أسباب تلوث البيئة
الإنسان هو السبب الرئيسي
والأساسي في إحداث عملية التلوث في البيئة وظهور جميع الملوثات بأنواعها المختلفة
وسوف نمثلها علي النحو التالي :
الإنسان = التوسع الصناعي - التقدم التكنولوجي - سوء استخدام الموارد -
الانفجار السكاني .
فالإنسان هو الذي يخترع ,وهو الذي يصنع ,وهو الذي يستخدم, وهو المكون الأساسي
للسكان .
- وجود ظاهرة التصحر، ويساعد في هذه العملية عدم سقوط الأمطار والرياح النشطة
التي تعمل علي زحف الرمال أيضا ً إلى الأرضي الزراعية .
- استخدام المبيدات والكيماويات علي نحو
مفرط .
- التوسع العمراني الذي أدي إلى تجريف وتبوير الأرضي الزراعية .
- التلوث بواسطة المواد المرسبة من الهواء الجوي في المناطق الصناعية .
- التلوث بواسطة المواد المشعة .
- التلوث بالمعادن الثقيلة .
- التلوث بواسطة الكائنات الحية .
لا تقتصر النفايات
الإشعاعية على العسكريين فقط وأسلحتهم المدمرة لكنها تمتد أيضاً للمدنيين حيث
تتمثل في - : توليد الكهرباء التي تصدر نفايات إشعاعية من الصعب
التعامل معها وغيرها من الوسائل السليمة التي لا تستخدم في الحروب، كما يسئ
المدنيين إلي البيئة من خلال طريقة التعامل مع النفايات الإشعاعية عن طريق *الدفن*
وينظرون إليها علي أنه الخيار الوحيد أمامهم للتخلص منها، لأنه بالرغم من محاولة
كافة الدول لإيجاد مخرج آمن، فقد فشلوا في تحقيقه. ولا تقتصر حجم الكارثة على دفن
هذه النفايات لأنها ستمتد إلي البيئة المحيطة بها وخاصة الأطعمة التي يتم زراعتها
في هذه الأرض الملوثة والتي ستؤثر بالطبع على جودة حياة الإنسان وتدمر جيناته أي
أن آثارها ستدوم وتستمر ولا يمكن محوها ولن يكون ذلك حلاً على الإطلاق بل إضافة
مشكلة جديدة لمشاكل تلوث البيئة .
تلوث المياه
جدول لسفن المتسببة في تلوث البحر
ظاهرة الاحتباس الحراري
يمكن تعريف ظاهرة
الاحتباس الحراري على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف
الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاث (غازات الصوبة الخضراء) منذ بداية
الثورة الصناعية، وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء، و(ثاني
أكسيد الكربون)،(والميثان)،و(أكسيد النيتروز) والأوزون هي غازات طبيعية تلعب دورًا
مهمًا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح
الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة (سلزيوس) تحت الصفر، حيث تقوم تلك الغازات
بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة
الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض؛ لتحافظ على
درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي .
لكن مع التقدم في الصناعة ووسائل المواصلات منذ الثورة الصناعية وحتى الآن مع الاعتماد على الوقود الحفري (الفحم و البترول و الغاز الطبيعي) كمصدر أساسي للطاقة، ومع احتراق هذا الوقود الحفري لإنتاج الطاقة واستخدام غازات (الكلوروفلوركاربونات) في الصناعة بكثرة؛ كانت تنتج غازات الصوبة الخضراء بكميات كبيرة تفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة الأرض، وبالتالي أدى وجود تلك الكميات الإضافية من تلك الغازات إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من الحرارة في الغلاف الجوي،
وبالتالي من الطبيعي أن تبدأ
درجة حرارة سطح الأرض في الزيادة وبالتأكيد نظام المناخ على كوكبنا أكثر تعقيدًا
من أن تحدث الزيادة في درجة حرارة سطحه بهذه الصورة وبهذه السرعة، فهناك العديد من
العوامل الأخرى التي تؤثر في درجة حرارته؛ لذلك كان هناك جدل واسع بين العلماء حول
هذه الظاهرة وسرعة حدوثها، لكن مع تزايد انبعاث تلك الغازات وتراكمها في الغلاف
الجوي ومع مرور الزمن بدأت تظهر بعض الآثار السلبية لتلك الظاهرة؛ لتؤكد وجودها
وتعلن عن قرب نفاد صبر هذا الكوكب على معاملتنا السيئة له.
الإجراءات الوقائية والحلول المقترحة لمعالجة التلوث
أولاً: الإجراءات الوقائية للمحافظة على سلامة الهواء :
هناك عدد من الإجراءات والتدابير يمكن إتباعها حتى تقي من التلوث الهوائي، منها على سبيل المثال التخطيط العلمي السليم عند إنشاء أية صناعة ،بحيث يراعي المناخ والتضاريس وتحديد المقاييس الخاصة بالتركيزات القصوى للمواد الملوثة التي يسمح بوجودها في الهواء ،وإنشاء نقاط رصد ومراجعة لقياس جودة الهواء في مناطق مختلفة من كل مدينة مع مراعاة أنماط النمو في هذه المدن وكمية المواد الملوثة ،ونشر معايير جودة الهواء بالنسبة للمواد الملوثة ،وكذلك نتائج ورصد قياس تلك الجودة في وسائل الإعلام المختلفة ،والاهتمام بزراعة الأشجار وزيادة المسطحات والأحزمة الخضراء حول المدن والمناطق الصناعية ,
ومن الحلول المقترحة لمقاومة تلوث الهواء اختيار أنواع من الوقود خالية هي
ومخلفاتها من المواد الملوثة، والتحول إلى مصادر جديدة للطاقة قليلة التلوث
ومراقبة السيارات ووسائل النقل العامة وإيقاف أية وسيلة مواصلات تنبعث منها نسبة
غازات عالية ،ومراقبة مصادر التلوث وبالذات آلات الاحتراق في المصانع ومحطات
الطاقة الكهربائية، وذلك للتقليل من كمية المواد الملوثة المنطلقة منها .
ثانياً: الإجراءات الوقائية للمحافظة على سلامة الماء :
من ذلك استقصاء المواد
الملوثة للماء وإعداد قوائم قياسية لها ودراسة طبيعة الماء من حيث حجم وتركيب
وشحنة الجسيمات الملوثة منه وكذلك خواصه، وتحديد التأثيرات المزمنة للمواد الملوثة
عند تعرض الإنسان والكائنات الأخرى لتركيزات منخفضة منها وتحديد الأمراض المنقولة
عن طريق المياه الملوثة وسن التشريعات الفردية للإبقاء على الماء في حالة كيميائية
وطبيعيه وبيولوجية لا تسبب أضرارا للإنسان والحيوان والنبات ،والحرص على التحليل
الدوري للمياه كيميائيا وبيولوجيا للتأكد من سلامتها باستمرار .
ومن الحلول المقترحة لمعالجة تلوث الماء :
تحسين طرق معالجة مصادر المياه العامة
ومعالجة مياه المجاري لسد الحاجة المضطرة للمياه نظرا لازدياد أعداد السكان
والتقدم الصناعي والزراعي وما تحتاجه الصناعة والزراعة من مياه .
ثالثاً: الإجراءات الوقائية للمحافظة على سلامة التربة :
وبما أن التلوث لم يقتصر على مجالي
الهواء والماء، بل تعداه إلى التربة ،فإنه يلزم اتخاذ جملة من هذه الإجراءات
الوقائية للمحافظة عليها ،وهي مكافحة الآفات الضارة والتخلص من بعض المخالفات
كالمواد البلاستيكية والإطارات المطاطية وذلك بفرمها وخلطها بمواد رصف الطرق .
وعن الحلول المقترحة
لمعالجة تلوث التربة : فإذا ما دعت الضرورة القصوى لاستخدام المبيدات، نستخدم تلك
السريعة التحليل بدلا من الثابتة وإذا ما دعت الضرورة لاستخدام المبيدات الثابتة
فيكون ذلك بأقل قدر ممكن، وفي ظروف تجعلها أقل تلويثا للبيئة ، وكذلك إجراء المزيد
من البحوث عن العلاقة بين المبيدات التي تلوث البيئة وبين الكائنات الحية منها، مع
التوعية والتدريب المستمران لمستخدمي المبيدات للتعريف بالأساليب المثلى لمكافحة
الآفات واستخدام أقل كمية ممكنة من المبيدات لتحقيق الغرض المطلوب وتحسين معدات
استخدام المبيدات .
الخاتمة
وختاماً فإن خلاصة القول نؤكد أن دراسة موضوع هام جداً كموضوع التلوث البيئي ، ومدى المسؤولية الدولية فيه ، هو موضوع متجدد ودقيق ، واعترف أن البحث فيه ليس بالأمر السهل ، وذلك بسبب التطور المتلاحق في دراسات حماية البيئة، واختلاف الاتجاهات الفقهية المهتمة بالمشاكل الدولية للبيئة ، وهذا يدعوني إلى توجيه ندائي للمتخصصين في القانون الدولي ومنظمات حماية البيئة لإشباع جانب المسؤولية القانونية الدولية،دراسة وتمحيصاً وكذلك عنصري الضرر والتعويض في هذا المجال ، إضافة إلى مسؤولية الدولة عن الأفعال التي تأتيها مسببة التلوث الذي يهدد البشرية جمعاء، وأن يحددوا المعيار الذي بموجبه يتم قياس درجة جسامة تلك الأفعال، وتوضيح جميع هذه المفاهيم وتأصيلها للباحثين بحيث لا يجدون فيها لبساً ولا غموض.
و إنني لا أغفل دور جميع البشر ،كلاً من خلال موقعه،وذلك في التأثير سلباً أو إيجابا على البيئة ، فالجميع مدعوون لتحمل مسؤولية الحفاظ على البيئة ، وفي حالة تقاعسنا وقصرنا في أداء هذا الواجب ، فإننا نصبح حينها متآمرين في جريمة تخريب هذا الكوكب،وعقوبة هذه الجريمة عامة،وهو الضرر الذي سيقع علينا جميعاً وهو لا يعرف الحدود بل يجتازها دون رقيب ولا حسيب ولا جواز سفر،وسينتشر التلوث وآثاره حينها في كل مكان بحيث يصعب القول بوجود مناطق أمنه منه.
رغم هذا كله، فإن الأوان لم يفت بعد ! لكن لابد من
وجود التضامن والتعاون الدولي ،ويكون لزاماً على المنظمات الدولية تنسيق الجهود
فيما بينها ، وعلى الدول سن القوانين والتشريعات البيئية الصارمة وملء الفراغ
القانوني في مجال حماية البيئة،وعلى وسائل الإعلام تجيش جهودها الجبارة في سبيل
التوعية البيئية ، فالهدف هو أن يحيا الإنسان حياة مستقرة وآمنة خالية من المخاطر
والأمراض وبعيدة عن كل مظاهر الخوف والقلق، لنحقق بعدها آمالنا المنشودة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق